الأخبار Business & Networking Hybrid Workspaces

مساحات العمل الهجينة

مساحات العمل الهجينة

hybrid-workspace.jpg

في عام ٢٠١٩ ، هل كان سيخطر ببالك أن رب عملك سيطلب منك العمل من المنزل بشكل دائم؟ كان موظفو المكاتب يتوقون إلى يوم واحد للراحة والاستمتاع بالعمل عن بُعد باعتباره استراحة من صخب الحياة المكتبية. وفي الوقت الحالي، ونظراً لأن العالم أصبح مضطرا إلى إعادة التركيز على الصحة والسلامة، بات العمل عن بُعد يخلق نوعاً جديداً من أماكن العمل المختلطة، يمكن .للموظفين من خلاله الجمع بين العمل من المنزل والعمل في المكتب

يمكن لفرق العمل الآن البقاء على اتصال مع زملائهم واستكمال يوم العمل من منازلهم وذلك بفضل تقنيات العمل عن بُعد مثل زوم وجوجل هانج أوت. يستمتع البعض بأداء مهام العمل اليومية من مكتبهم المنزلي (أو طاولة المطبخ). ويجد البعض أن متطلبات الإدارة الذاتية للعمل عن بُعد عمل روتيني أكبر بكثير من التوجه إلى المكتب.

 

ولكن ما الذي تعنيه مساحة العمل المختلطة الجديدة على وجه التحديد لمستقبل المساحات المكتبية؟ هل ستعود المؤسسات يوماً ما إلى ""الطريقة القديمة"" في العمل؟ أم أن الظروف التي اعتدنا عليها في عام ٢٠٢٠ ستجبر المؤسسات على التحرك نحو طريقة جديدة ومحسنة وأكثر عملية للأشخاص للعمل بأمان وتجمع بين أفضل ما في الطريقتين؟

لماذا أصبحت مساحات العمل الهجينة "الوضع الطبيعي الجديد"؟

 

أدت الجائحة إلى ضرورة عدم التقيد بالمساحات المكتبية التقليدية كبيئة عمل رئيسية

بعد مرور أشهر على الوضع الطبيعي الجديد، تمر كل مؤسسة بمرحلة مختلفة من إعادة الافتتاح وجعل مكان عملها آمناً. وهذا يعني أنه من الصعب التعرف على مستقبل العمل في الأسابيع والأشهر والسنوات المقبلة.

ومع ذلك، أصبحت مساحات العمل المختلطة أكثر شيوعاً كطريقة لخلق بيئة عمل أكثر أماناً ومرونة بشكل فعال مع مواكبة الإرشادات الصحية المتغيرة بسرعة والمسائل المتعلقة بصحة الأفراد الناجمة عن جائحة كورونا.

تقوم الشركات الآن بتجربة طرق جديدة لتقديم مزايا التعاون الشخصي مع مرونة العمل من المنزل. ويُعرف ذلك باسم النهج ""المختلط"" لأنه يتيح للموظفين العمل في المنزل بشكل روتيني بالتناوب بين أفراد فرق العمل لتمكينهم من العمل في مكتب فعلي إذا احتاجوا إلى ذلك.

وهذا يعني أن جميع أماكن العمل التقليدية أصبحت مساحات عمل مشتركة، مما يتيح للأفراد تحديد وقت للعمل من مقر الشركة والعمل بقية الوقت من المنزل. وتستلزم الطريقة الجديدة في العمل نهجاً جديداً بشأن كيفية تشجيع الأفراد على القيام بأفضل عمل أينما كانوا.

كيف يمكن الاستفادة من مساحات العمل المختلطة في زيادة الإنتاجية؟

أهم فائدة لمساحات العمل المختلطة الجديدة هي أنها تشجع الأشخاص على العمل معاً. لقد أدت مساحات العمل المختلطة إلى كسر الحواجز المادية بين فرق العمل ودفعهم للتواصل بشكل افتراضي مع بعضهم البعض للوفاء بجداول المهام والإنتاج.

كما أن التحول من العمل معاً في مكتب إلى العمل عن بُعد من المنزل يعني إيجاد طرق جديدة وأفضل للبقاء على اتصال واطلاع دائم بالتقدم الذي يحرزه الآخرون من خلال المكاتب الافتراضية وأماكن الاجتماعات الافتراضية.

إلا أن ذلك لا يعني أن الإنتاجية والتعاون سيتضرران بالضرورة. ففي بيئة المكتب المادية، نادراً ما تأتي أكبر الابتكارات من عامل منفرد في حجرة مغلقة بل إنها ثقافة متنوعة من التعاون - ويتطلب تحقيق ذلك في الغالب تحولاً كبيراً في الثقافة التنظيمية والقوى العاملة لديك.

ومع ذلك، أدت جائحة كورونا - في لحظة - إلى ضرورة التحول الفوري إلى مساحات العمل المختلطة التي تدفع الموظفين نحو جهود تعاونية أكثر نجاحاً بشكل أسرع وتتطلب منهم العمل بطريقة أكثر تماسكاً وترابطاً معاً على الرغم من الفصل المادي.

ولا يزال تحديد كيفية حدوث ذلك في مستقبل بيئة العمل قيد الدراسة، حيث غالباً ما ينتج عن التحولات الجوهرية في طرق العمل فرص أكبر للابتكار إذا تمكنت المؤسسة من إدارة التغيير بفعالية .

قدرة جميع فرق العمل على التكيف داخل مساحات العمل المختلطة

في ظل خوض العديد من الشركات لرحلة مشتركة بحثا عن نموذج مساحة عمل مختلط ناجح، قد يكون التخطيط للتحول إلى ما قامت به الشركات الأخرى أمر جيد.

ومع ذلك، فإن المشكلة في هذه الاستراتيجية هي أن كل شركة لديها احتياجات وتوقعات مختلفة لمكان عملها ولإنشاء بيئة عمل عن بعد مختلطة ناجحة ومتماسكة، فأنت بحاجة إلى تحديد استراتيجية لمكان العمل تعود على عملك وموظفيك بأفضل العوائد. كيف؟ يمكن تحقيق ذلك من خلال البحث الشامل والاعتماد على بيانات موثوقة وقابلة للقياس حول ما يحتاجه موظفوك لأداء أفضل أعمالهم يومياً، بما في ذلك الوصول إلى الأدوات والتكنولوجيا والتعامل مع بعضهم البعض.

ففي كثير من الأحيان، تساهم الأساليب الجمالية في تصميم مساحات العمل المختلطة كثيراً في قدرة العمال على التكيف وكفاءتهم، مما يشجع على مزيد من التواصل وترابط الفريق. فلابد من إضافة عناصر تصميم جمالية مثل مساحات العمل المشتركة في المناطق المشتركة والمقصورات الخاصة ومساحات الاجتماعات للمساعدة في تعزيز الشعور بالوحدة والإبداع والإنتاجية بين موظفيك. كما أن وضع وسائل الراحة المفضلة في مواقع متنوعة حول المكتب يجعل بيئة العمل أكثر يسراً وسهولة طوال يوم العمل وهذا بدوره يعزيز العمل الجماعي وزيادة الإمكانات التعاونية.